December 25, 2011

November 19, 2011

غدًا .. ربما جاء يومي



لست منتظرًا أي شيءٍ
ولا شيءَ عندي ليُروى
فلا تسألوني

لست منتظرًا خبرًا
أو صديقًا
وما كان لي أن يعودوا
وأن يذكروني
أغلقوا بابهم فجأةً
وانطووا كالصدى
لم يقولوا غدا
ولا وعدوني
وأنا هادئٌ
أنحني فوق يأسي قليلا
وأنكُتُ سيجارتي في جنوني
إنني هادئٌ
وسعيدٌ
ولا شيءَ ينقص يأسي
تعالوا انظروا
إن أردتُمْ
أنا رجلٌ هاديٌ
من زمانِ
كتمثال بوذا
فلا تجرحوا وحدتي
أو سكوني
أكلّمُ نفسي كبئر
وأدفن صوتي بأحشائها
أقول غدًا
ربما جاءَ موتي وأبصرتُهم ...
غدًا
ربما قمتُ أسعى إليهم
وأحمل قبري على كتفي
أو جبيني
أقول غدًا ربما
ربما
ربما أبصروني


محمد علي شمس الدين

October 31, 2011

أنت .. يا من هناك








طوال فترات انقطاعه لم تتوقف رسائله إليٌ.
وسوف أسمح لنفسي هنا بأن أنشر واحدة من هذه الرسائل:


'البحر، 9 يونيو 1969، مقعد خاص، أصفر بمظلة.
إبراهيم،
أيها الوغد.
أردت أن أراك، أقبلك.
من بلاهة هذا الزمان أن لا يمكنني أن أراك كما أحب.
الوسيلة البدائية العاجزة لحد البله..
وسيلتنا المكتوبة، استعملها لأراك.
أكتب لك.
كيف نتناول الحكمة لتضمد هذا الجرح؟
إمبابة، وأنت، وحجرة الكتب، وحانوت الحلاق، والقلة فوق الحافة، وأنا وأنت في حلق الجامعة.. 'سفر الجامعة' يثير فينا الاندهاش.
'كنا قرأنا العهد القديم سويا'
إبراهيم يا وغد.
الإسكندرية رطبة فارغة لا تثير مخزون قاع الأشياء.
تزدحم الأشياء..
تتراكم فوق بعضها وتستسلم للنعاس..
وتموت الدوامة في صمت.
كيف العودة إلي الديار من جديد يا وغد؟
الذين في يدهم العودة قتلوها بالتجاهل المستبد..
اصحوا يا سادة الكون الغريق.
تمردت علي العمل أمس.
لم أذهب إلي المتحف اليوم.
جلست في مواجهة الكورنيش لأراك.
أنت يا صديقي كيف تعيش؟
كيف تلعب لعبة الاستمرار؟
كيف تتناول زادك؟
هل تلعب لعبة الكتابة؟
في مأواك أراك..
في اضطجاعك أراك..
في الساعات المتلاحقة أراك..
تنكب علي الأشياء المزروعة بين دفتي ما يسمي بكتاب.
عصر الشهداء موجود..
شهداء ملايين الكلمات..
شهداء بحر الوعي..
إلي أين يا إبراهيم؟
فررت من القاهرة..
لكن هذه المدينة حقيقية يا إبراهيم..
كل من خارجها يلعب ألعابه لتحدث المعجزة وتلتفت مرة إليه.
يا إبراهيم..
واصل إثارتي ليجخرج المخزن الثاني تراكمات السنين.
لو لم تكن أنت ما كنت قد جئت إلي البحر والكرسي الأصفر الدائر تحت المظلة في منتصف طريق الكورنيش وجلست أكتب لك.
قلت عن حياة تتحرك عندكم.
كن بديل عيني وقل لي:
ما دورنا فيها؟
اليوم رأيت فاروق منيب 'القاص والمحرر الثقافي الراحل' يجلس فوق دكة صفحته الجديدة في المساء 'يقصد الجريدة'
لم تقل لي متي أحضر لتناول القربان من خزينة الجمهورية 'يقصد صرف مكافأة قصة منشورة له
'عبدالفتاح الجمل 'أحد قوي الخير النادرة في حياتنا الثقافية' توهج المساء.
تركه.. غادره..
يا فتي حرك شهيتك معي لنقيم مآدبنا.
هل سيحدث مرة ثانية أن تحرك غيبوبتك؟
تركب القطار.. تنزل الإسكندرية.. تذهب إلي البحر..
تسأل عن عنواني، ثم تكف..
وتعود إلي القاهرة بذكريات يوم تقضيه ولا أراك؟
'كنت قد ذهبت لزيارته ولم أعثر علي بيته وكتبت له عن ذلك'
لو لم يغادر الهارب مدينتكم لكان قد حاكم بعض الذين يحاكمون غيرهم الآن.
أنتظر بلهفة كميات كثيرة من نفسك.
أقرأ بشكل مرعب..
عدت إلي أرسين لوبين..
الفرسان الأربعة.. إسكندر ديماس..
آخر ما قرأت قصيدة لمايكوفسكي..
هذا الوغد يثيرني لأبحث عنه.
هل تعرف طريقة لإيصال السلام لإبراهيم فتحي؟
لقد فقدت بعد العودة عنوانه.. وأحس بالذنب لأنني لم أرسل له السلام.
رسالتك الأخيرة عملت شيئا غريبا 'تناولت الرسائل القادمة لي من كل مكان.. جمعتها.. كوما..
وفقدتها إلي الأبد
كيف حال أسرتك؟
يا للشوق يا ولد..
مشكلة تحويل الزمن.. مرعبة.
أكتفي هنا.. إلي لقاء..
أخوك..
حافظ'.










إبراهيم أصلان
جزء من " أنت .. يا من هناك " .. خلوة الغلبان


September 15, 2011

ـ 15 سبتمبر 2010 ـ السابعة صباحًا



ـ 15 سبتمبر 2010 ـ السابعة صباحًا
هل كنت نائمًا حقًا؟! أم أنني انتبهتُ من نومي فجأة دون سبب واضح ؟

أذكر أني استيقظت فجأة في غير ميعادي، بدأت في إعداد فطور لم أتناوله. وقعت السكّريّة من يدي وأنا أضع السكّر في كنكة القهوة، انقبض قلبي، شعرت أن قائما ينهار، سمعت -حقًا- صوت ارتطام هائل لم تخطأه أذني. خرجت من المطبخ أتبين الأمر، لم أجد شيئًا غريبًا، البيت كله ساكنٌ ولا أحد فيه غيري. جلست تائهًا دقيقة لم تكتمل حتى اكتمل الأمر

ـ 15 سبتمبر 2010 ـ السابعة صباحًا
تُوُفِّيَ جَدّي لأمي، محمود صبحي أحمد عبد الرحمن، .. رحمه الله

September 14, 2011

الفصول الأربعة

..
الفصول الأربعة
عمر فاخوري
كتاب الدوحة 2011
..
في النقد الأدبي يناقش عمر فاخوري أربع إشكاليات أدبية خلال أربعة فصول ..

في الفصل الأول يناقش النموذج الذي يجب أن يكون عليه النص الأدبي متحررا من كل ما يضيق عليه أفق الإبداع، قاصدا بذلك منهج الفن للفن الذي ساد في أوروبا، ويرصد كذلك استباق العرب إلى هذا المنهج الأدبي وذلك في رسالة قدامة ابن جعفر "نقد الشعر" حيث دعا قدامة ابن جعفر في رسالته الشعراء إلى التحرر من قيود الشعر وألا يكون أمامهم في الكتابة إلا الشعر نفسه مبلغا وغاية.

في الفصل الثاني يدعو عمر فاخوري إلى تحرير الأدب والشعر من هوس الحكم وهوس التاريخ وهوس المقارنة. هوس الحكم على النص أو كاتبه حكما جازما قاطعا بنبوغه أو حمقه. هكذا بلا موقف بينهما وهو ما يحبه العامة من التطرف الفكري. هوس التاريخ يقصد به ربط الشعر بالتاريخ وتفسيره تاريخيا أكثر من الاهتمام به أدبيا " هل يُجدي شعر ابن أبي ربيعة مثلا، علمُنا أنه كان صادقًا في حبه لا كاذبًا؟ وهل يضر بشعر المتنبي مثلا، علمنا أنه كان كاذبًا في مدح سيف الدولة لا صادقًا؟ لنفرض أنهما كانا صادقين، ثم نفرض أنهما كانا كاذبين، ولنقلب المسألة صدرًا لظهر وظهرًا لصدر، فماذا يكون؟ ماذا يكون بالإضافة إلى الشعر؟ تُرى، أيغض الكذب من قدر شعرهما، أو يرفع الصدق من شأنه؟ لقد كان المتنبي عبقريا رغم أنف الصدق أو الكذب .." ـ 
هوس المقارنة وهو مقارنة الشعر بما لا يشترك معه في أي خلفية لتنطلق منها مقارنة الاختلافات كمقارنة بعض النقاد شعر المتنبي بالمذاهب الفلسفية لدراون ونيتشه، بعد أن خلصوا من مقارنته بشكسبير، حتى كدنا أن ننسى أن المتنبي شاعر.

في الفصل الثالث "عود إلى الشعر" يدعو الكاتب إلى العودة إلى الشعر بجانب الإبحار في علوم الشعر القديم. فما المانع من استحداث بحور شعرية جديدة غير التي نظم عليها العرب الأوائل أشعارهم؟ لا شيء. إلا عدم الفهم وعدم الثقة.

الفصل الرابع كله نقدي في صورة بلاغية للمتنبي في قوله "تناهى سكون الحسن في حركاتها" فانطلق الكاتب يرصد أقوال وشروح السابقين في هذا الشطر ثم شرح صاحب (نظام الفنون) وما يلاقي هذا البيت من شعر أبي نواس في بيت آخر.

لم يرد عمر فاخوري أن ينهي الكتاب قبل أن يثير إشكالية فكرية كبرى لفتت انتباهه في حواره مع صديقه الصيدلي. يقول صديقه -وهو صادق في قوله- أنه أعلم من لافوازيه أبي الكيمياء بعد أن تخرج من الجامعة ودرس في الكيمياء أكثر مما عرفه لافوازيه في حياته لكنه يظل بعد ذلك صيدلي ليس إلا، ولافوازيه نابغة وكفى. وعلى هذا القياس يرى عمر فاخوري نفسه أعلم بشئون اللغة ومذاهب النقد وبحور الشعر أكثر من المتنبي لكنه ليس المتنبي.

غرفة ترى النيل

..
غرفة ترى النيل
عزت القمحاوي
مكتبة الأسرة 2010
..


المرض واليأس
في غرفة هادئة تطل على ضجيج الخارج يقع الصديقان في هوة المرض واليأس والاستسلام للنهاية بهدوء
يتسائل عيسى عن الفرق بين الحياة والموت !. في الأولي أنت موجودا وفي الثانية غير موجود فلماذا النواح على حدث تافه كهذا ؟ . المؤلم بحق هو المرض وتاه عيسى بين طرق المرض المتشابكة فاستسلم تماما، فقط آملا احتضارا مريحا غير مؤلم
ينعى الصديقان معا في حوار صامت سني الشباب التي خرجا منها بلا علامة على هذه الدنيا تذكر بوجودهم، تخبر أنهما كانا هنا يوما ما فلا الروايات التي يكتبها رفعت ستبقى كثيرا في ذاكرة الأدب، ولا هو تزوج ليترك بعضا منه في هذه الدنيا ولا هو نجح في محاولاته الأولى في الرسم في إيجاد أسلوبا خاصا به. كذلك عيسى لم يؤمن بالكتابة هدفا للبقاء، أفنى عمره محررا في جريدة يعيد صياغة الأخبار التافهة، وزوجا فاشلا مرتبطا بـ "روز" زوجته لخمسة وثلاثين عاما غريبين في بيت واحد بلا أولاد

في غرفة ترى النيل في مستشفى فخم راقب رفعت صديقه عيسى وهو يحتضر ليودعه وحيدا، ثم يتركه لينتظر حظا سعيدا بأن يصافح نهايته في شارع أو في مكان عام، أو لا يأتي ذلك الحظ السعيد فتتفسخ جثته قبل أن يحطّموا أبواب بيته ليجمعوا ما تبقى من عظامه والكمامات على أنوفهم

August 9, 2011

على إيقاع ضحكته .. يمشى



إلى محمود درويش    ..



أتعبت موتك فى الحضور
وفي الغياب يا موغلا فى وقته
يا خارجا من سربه
الريح عاتٍ
والغيوم على المشارف
والقصيدة لا تحب العابرين
لا وقت فى الأوراق
حين تغافل الساعات
مشكاة الحنين
من جرّب الأسفار فوق مصيره
لم تحن قامته الوعود
ولا يغيّبه التراب
أتعبت موتك فى الحضور
وفى الغياب
(كن أنت يا محمود قالتها
وغابت فى الممر اللولبي)
كن أنت يا محمود .. كن
من يومها والاسم ثاوٍ
فى مناقير المخافر
والمنافي والحدود
من يومها والاسم بوصلة المسافر
والمقامر ..
والمغامر والطريدْ
من يومها والاسم باقٍ لا يعود
من يومها وأنا أخط من السراب
على السرابْ
أتعبت موتك فى الحضور
وفي الغياب
يا أرضُ يا أمطارُ .. يا أحجارُ
يا أشجارُ .. يا ..
هل جاءكم نبأ الفتى المنسي
فى رحْل النبوءة والقصيدْ
يمشي على إيقاع ضحكته
ويسبق ظل طالعه العنيدْ
لفضاء جبهته انفساح مجرّة
ولطلة العينين ينفتح الوجودْ
هو حامل المفتاح والأبواب تعرفُ
دقة الأيدي القريبة
هو في الجليل سحابة بيضاء تمطر
حين تبتسم الحبيبة
هو دمعةُ الأعتاب روّعها العناقُ
على العناقْ
هو صوته المجبول من أرواحنا
هو نفخة الميلاد فى روعْ التراب
كم يا تُري سيمرّ كي تتخلق الأسطورةُ
الخضراء في قاع الخراب
كم يا تري سيمرّ
كي تلد السماء قصيدة
في الظهر تنتظر الحرابْ
أتعبت موتك في الحضور
وفي الغياب
أمسافر يا سيدي !!
ولمن ستترك حزنك المزروع
في الطرقات والألواح
قيثارك المحنى فوق مدينة
الله العجوز
صمت الثريات العجافْ
معني تعثّر في الوصول إلي الجراحْ
أمسافر يا سيدي !!
ولأى ناحية ستذهب يا غريبْ
والنفط حاصر ما تبقي من نشيدك
في العراءْ
والقاعدون على المنابر لا يحبون
الغناءْ والناس بين مطأطئ
وطأطئ للرأس يلعق فى الحذاء
خبز الكلام على المشانق يا صديقي
فاختر لنفسك
فرصة الرقص الأخيرة في الهواءْ
يا موغلا فى وقته
يا خارجا من سربه
كم حاجز سيمر صوتك بينه
كم سيمر عمرك دونه
والسيف أصدق في الكتابة والرقابْ
أتعبت موتك في الحضور وفي الغياب




سامح محجوب

July 18, 2011

الزيني بركات

..
الزيني بركات
جمال الغيطاني
دار الشروق 2005
..

دولة المماليك التي امتدت أكثر من 250 عاما حفرت في الثقافة المصرية والتاريخ المصري ما لا يزال حيا إلي الآن بعد 500 عاما من انتهائها


***


فتنةٌ في مصر تُدعي بركات بن موسى الملقَّب بالزيني عند توليه حسبة القاهرة والوجه البحري ثم سائر الديار المصرية ثم بعض المهام السلطانية الأخري.
صعد نجمه سريعا مرتبطا بالعدل والشرف بعد أن خلف علي بن أبي الجود ونكّل به واستخرج كل ما اكتنزه من مال لخزانة السلطنة.


زكريا بن راضي، نائب المحتسب والمسئول الأول عن نظام البصاصين في السلطنة. أقام شبكة من البصاصين تنقل كل ما يحدث أو يقال بين الناس وتسجله في أرشيف يضم كل ساكني مصر وتاريخم الشخصي. فماذا فعل بهذه الشبكة الجاسوسية العملاقة أمام الزحف العثماني ؟
تفرغ لإثارة الفتن والوقيعة بين أمراء المماليك تاركا البلاد تغرق، بل مغرقا إياها في دوامات الفتن
ثم طور الزيني بركات نظام البصاصين آملا أن ترتفع مكانة البصاص بين العامة بصفته يعمل من أجل إقامة العدل !!


أي عدل ؟!!
كم من الجرائم ترتكب باسم العدل !!


باسم العدل يتجسس على الناس ويعد عليهم أنفاسهم وينتهك حرمتهم
باسم العدل يُذبح الأبرياء كإجراء بسيط (!) فقط لإثارة الخوف في نفس الآخرين وإجبارهم على الالتزام بقوانين ظالمة يقرها ويلغيها على هواه.
باسم العدل تُنشر الفتن والشائعات ليرتفع نجم أحد الأمراء ويخسف نجم آخر.




في آخر أيام دولة المماليك في مصر تتهاوي الدولة أمام الزحف العثماني وتتلون الحرباء لحماية نفسها.

May 17, 2011

ولدتُ هناك، ولدتُ هنا

..
ولدتُ هناك، ولدتُ هنا
مريد البرغوثي
رياض الريس 2009
..


أخطر الحكي .. حكيٌ لشاعر


يتلمّس التفاصيل الصغيرة البسيطة الأشد وطأة حين تقترن بالأحلام
يراها الآخرون طبيعية بينما يراها المقهور حلما أقرب لحلم عصي على التحقق، كأن: تتسكع آمنا على الشاطئ، تنتقل من رصيف الشارع إلي الرصيف المقابل بسلام، تنجح في تجديد جواز السفر، تتمكن من دفن الجدّة في مسقط رأسها، تحصل على تصريح بزيارة الابن المعتقل. كأن يعود التيار الكهربائي، كأن تبقي خمس دقائق إضافية بجوار الحبيب.

يسلبك الاحتلال كل هذا .. وإلا، فما معنى الاحتلال ؟

**

بين المنافي المتعددة داخل الوطن أو في البلاد العربية (الشقيقة ! ) أو في البلاد البعيدة الغريبة كلية، تتشكل الحياة كلها في ظلال الغربة والتشتت. تتقسم الحياة إلي فترات قصيرة كثيرة لا تعرف لها مدي، لا تعرف هل تنتهي وتنلقب الظروف فجأة الآن، غدا، بعد عام، أو بعد ألف عام، لافرق فقد دخلت الحياة كلها في نفق الانتظار بدرجاته الرمادية المختلفة المائلة للسواد أو الموغلة فيه. انتظار الترحيل، انتظار السماح بالمرور، انتظار الدخول أو الخروج، انتظار عودة التيار الكهربائي، انتظار التحقيق وانتظار الاعتقال، انتظار السفر أو العودة، انتظار لم الشمل، انتظار اللقاء القصير المرتب له بما يفوقه بآلاف المرات من الوقت الزهيد في مقابله، انتظار عودة الغائبين، انتظار أي فرصة للحب والمرح ولهو الجسد ولهو الروح والتشبث بها، انتظار الفراق الذى يلوح من أول اللقاء فيشوبه ويفسد شوقه، انتظار رحمـــة لا تأتي.

**


يا ويله قلبٌ لشاعر ..
كالديدبان يظل بين الناس ساهر،
حين القلوب كما الوسائد،
محشوة بالقش، نائمة تغط على الأسرّة

رجال في الشمس

...
رجال في الشمس
غسان كنفاني
مؤسسة الأبحاث العربية 1999
...
في حياة مستحيلة في المخيم الفلسطينى تتبسط الأحلام لتتمثل في بيت بسقف أسمنتى وبعض الشجرات وقليل من المال اللازم لحياة كريمة بعض الشيء. في سبيل ذلك يتغرّب الفلسطينيون غربة ثانية -بعد غربتهم داخل وطنهم- ليتشتتوا في البلاد العربية أو الغربية.
ثلاثة رجال: أبو قيس، أسعد، ومروان يحاولون الهروب إلي الكويت للغوص في المقلاة مع من غاص، ليضمنوا لأهلهم في فلسطين الحياة الكريمة والسقف الأسمنتى وبعض الشجرات والقليل من المال. بعد تفاصيل منهكة في الهروب من فلسطين إلي الأردن ومنها إلي العراق يجتمعون للهروب معا إلي الكويت مع أبي الخزيران حيث يحاول ذلك بشحنهم في خزان للماء في عربة نقل المياه التى يعمل سائقا لها.

تتركز تفاصيل الرواية هنا لتأخذ بعدا رمزيا حيث يُحبس الرجال الثلاثة في خزان المياه المتقد نارا تحت الشمس اللاهبة في الصحراء، يقودهم أبو الخزيران الخصي ليموتوا .. نعم يموتوا في محاولة الهروب بسبب تفاصيل عبثية مباشرة تطيل محبسهم في هذا الجحيم دقائق معدودة، وذلك بعد تشابك الأسباب غير المباشرة الدافعة لتواجدهم في هذا الظرف.

تنتهي الرواية بطرح التساؤل المقصود منها مباشرة: "لماذا لم يدقوا جدران الخزان؟". لماذا لا يدق صاحب الأزمة جدران هذه الدنيا ويملأها صخبا معلنا عن موقفه، محاولا التوصل إلي حل ولو بلفت الانتباه، بدلا من انتظار الغوث أو الفناء، بدلا من انتظار رحمة لا تأتي !!!

اللعنة على الانتظار

April 19, 2011

مصر بين العصيان والتفكك

 ..
مصر بين العصيان والتفكك
طارق البشري
دار الشروق 2006
..
بدأت قراءة الكتاب مع بداية الثورة في يناير 2011 وأنهيتها في ابريل فطالت فترة قراءته بسبب الأحداث التى كانت تحتل الجزء الأكبر -وأحيانا الأوحد- من اليوم لتأخذ من وقت القراءة بالطبع. ليكون ذلك الامتداد مناسبا في كل مرحلة مع الأحداث دون قصد منى بتقديم فصل على آخر. حيث ناقش الكتاب جوانب الأزمة في مصر والعصيان كطريق أوحد لحلها ثم ناقش التعديلات الدستورية والإصلاحات السياسية والإدراية في الدولة.
وهذه بعض النقاط التى أحاط بها البشري في الكتاب :
يبدأ الكتاب بعرض الأزمة بين العوائق الدستورية والسياسية التى تزداد كل فترة في التعمق والمضي نحو الطريق المسدود من أى منفذ للإصلاح. فتحدث عن شخصنة الدولة وتمحور كل القرارات السياسية والإدارية وحتى التشريعية حول شخص واحد أو مجموعة من الأشخاص هو من يرأس كل هذه المؤسسات التى تدير حركة السياسة في مصر بشكل مباشر بغير مباشر بهيمنته الكلية عليها التى تجعله المتحكم الأوحد فيها فتجتمع بذلك كل الخيوط بيده ويلتصق بهذا المنصب بما لا يبدو معه أى مخرج شرعي. ووضح البشري ضرورة العصيان كسلاح أمام هؤلاء الأشخاص الممسكين بزمام الدولة "فالعصيان أمر حتمي للخروج من الطريق المسدود أيا كانت تكلفته ونفقاته وأيا كانت احتمالاته" . وتوقُّعُ عنف الدولة أمام هذا العصيان يوجب الإعداد له لمواجهته بعدم العنف. ناقش الكتاب أيضا الإصلاحات الساسية والدستورية وارتباطهما معا ارتباطا يخل بالاصلاح في جانب منهما دون الآخر ويحيله إلي جهد لا طائل منه. وناقش بعد التعديلات الدستورية الضرورية وعلق على التعديلات المطروحة في 2005.
وعن شرعية الخروج عن الشرعية تحدث البشري عن ضرورة كسر الحلقة التى تدور فيها محاولات الإصلاح أمام الأجهزة التى تحولت إلي شخصيات بعينها اندمجت مع المؤسسات لتسبغ عليها وصف الشرعية فمحاولات الإصلاح الشرعية في هذا النظام لا تأتي بأى نتيجة إيجابية بين الدوران داخل المؤسسات التشريعية والتنفيذية اللتين التحمتا معا في شخص واحد وقف أمام أى معرضة سادا عليها أى طريق للخروج
وعن إعادة بناء الدولة تحدث البشري عن بعض الجوانب المهمة في إعادة البناء كالإصلاح السياسي والإداري في الدولة فتحدث البشري وأولي اهتماما - لم أراه في غيره من المهتمين بالشأن العام- بالنقابات المهنية والجمعيات الأهلية التى تشكل هذه القطاعات الكبيرة في الشعب وتمثلها رسميا كجزء أصيل من الدولة.
ربما يعكس هذا الاهتمام الكبير من البشري قراءاته المتعمقة للتاريخ خاصة النصف الأول من القرن العشرين حيث لعبت هذه الجمعيات والنقابات دورا كبيرا في الشرعية الشعبية أمام كل من الملك والإنجليز.

April 11, 2011

شخصيات تاريخية


..
شخصيات تاريخية
طارق البشري
دار الهلال 1996
..
أربع دراسات يجمعهم الكتاب عن أربع شخصيات تاريخية: سعد زغلول، مصطفي النحاس، عبد الرحمن الرافعي، وأحمد حسين. كُتبت الدراسات في مناسبات مختلفة ثم جُمعت في الكتاب.

الأولي: سعد زغلول
كُتبت بمناسبة مرور 50 عاما على ثورة 1919. تتميز الدراسة بتعرضها لشخصية سعد زغلول بشكل موضوعي فلم ترفعه لما هو فوق الواقع ولم تنفي عنه دوره الكبير في تاريخ مصر في واحدة من أهم ثوراتها ثورة 1919. فيناقش الكاتب ظروف نشأته وتكوينه الفكري ثم نضاله الوطني أمام الملك والإنجليز عارضا بعض المواقف بتفصيل يوضح فكر سعد زغلول وطريقة تعامله في الأمور السياسية. يتميز أيضا هذه الفصل من الكتاب بضمه تعليقا ليوسف أبو سيف على هذه الدراسة وأخذه بعض النقاط الواردة فيها بالنقد والتحليل ثم ردا لطارق البشري على هذا التعليق.

الثانية: مصطفي النحاس
كُتبت تعليقا على مذكرات مصطفي النحاس التى اعدها محمد كامل البنا السكرتير الشخصي للنحاس. تبدأ الدراسة بعرض لنشأة مصطفي النحاس ومراحل تكونه الفكري وتعرض الدور التاريخي الكبير لثورة 1919 في تحويل مسار التاريخ المصري تماما بعدها عن قبلها سياسيا وما يترتب عليه بالطبع من تغيرات في مختلف المجالات في الدولة. فأفردت الدراسة جزءً كبيرا لتوضيح الظروف التاريخية لنشأة الوفد وتكونه وتكوين القاعدة الشعبية الكبيرة. توضح الدراسة أهمية هذه المذكرات خاصة في الفترة التاريخية بين 1926 إلي عام 1942 حيث تتناول هذه الفترة بصورة يوميات يمليها النحاس على البنا. فتوضح التفاصيل الدقيقة لبعض الأحداث التاريخية كانشقاقات الوفد الحادثة في فترة زعامة النحاس له المتمثلة في انشقاق النقراشي وأحمد ماهر وتكوينهما حزب السعديين ثم انشقاق مكرم عبيد وتكوينه حزب الكتلة الوفدية. وكذلك حادث 4 فبراير 1942 بما سبقه من أحداث بين القوي الثلاث المحركة للسياسة المصرية: الملك، الإنجليز، والوفد. يركز البشري على اهتمام فكر النحاس دائما بمسألتين هما الديمقراطية والاستقلال، ونضاله الوطنى في كل منهما أمام الملك والإنجليز وارتباط المسالتين ببعضهما واستحالة تحقيق أحدهما دون الأخري.
دراسة النحاس هي أطول فصول الكتاب من حيث عدد الصفحات فتكاد تشغل نصف الكتاب. كتبها طارق البشري تعليقا على تلك المذكرات فأوجب على قارئها قراءة تلك المذكرات أو على الأقل في حالة عدم توافرها الإلمام بالأحداث التاريخية العامة في تلك الفترة الممتدة من وفاة زغلول حتى حركة الضباط الأحرار في 1952.

الثالثة: عبد الرحمن الرافعي
كتبت في مناسبة مرور خمس سنوات على وفاة الرافعي. تعرضت الدراسة لحياة الرافعي السياسية في الحزب الوطنى ووفاءه الدائم لمبادئ الحزب التى أرساها مصطفي كامل ومحمد فريد من بعده. والفترة التى وقف فيها الرافعي معارضا لسياسة الوفد خاصة في مفاوضاته مع الإنجليز، رافضا المفاوضات رفضا كاملا طريقا للاستقلال. ويعلق البشري على هذه سياسة الرافعي بالمثالية الفاقدة للواقعية مقارنا لها بسياسة الوفد الأقرب للواقع والأجدر على تحقيق الكثير من المكاسب السياسية الحقيقية.
ثم تتعرض الدراسة لأهم ما أنجز الرافعي في حياته وهو سلسلة تاريخ مصر القومي(*) في 15 جزء مفصلا فيها التاريخ المصري من أواخر القرن الثامن عشر إلي عام 1952 في واحدة من أهم سلاسل التاريخ المصري وضعت كاتبها في مصاف أهم المؤرخين المصريين في العصر الحديث.

الرابعة: أحمد حسين
كُتبت إبان وفاته. هي أقصر الدراسات الأربع في عدد الصفحات. تعرض فيها للدور السياسي الذى أداره أحمد حسين رئيسا لحزب مصر الفتاة من بداية تكوينه في حركة الشباب عام 1930 إلي حريق القاهرة وإتهام أحمد حسين فيه ثم حل الأحزاب السياسية في 1952.
وأذكر هنا الاختلاف الكبير بين ما كتبه البشري وما كتبع محمود السعدني في كتاب"مصر من تاني" عن أحمد حسين. فجاء ما كتبه البشري محايدا تاريخيا يؤخذ به في مجال الدراسات التاريخية الجادة، وجاء ما كتبه السعدني مشوبا بالآراء الشخصية التى تغير من الصورة الموجهة للقارئ فيما يتصف به دائما السعدني في كتاباته.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* نشرت هذه السلسلة عن دار المعارف وعن الهيئة العامة للكتاب ومازالت متوافرة في دار المعارف.

قيام وانهيار آل مستجاب

 ..
قيام وانهيار آل مستجاب
محمد مستجاب
الهيئة المصرية العامة للكتاب 1998
..
بين الأسطورة والسخرية يكتب محمد مستجاب لميجّد آل مستجاب ويسخر منهم، فيمجد هذه السخرية ويسخر من هذا التمجيد الواقع في محله أو في غيره لا تعرف. فقط تعرف أن كتابة كهذه لم تخرج من غير قلم هذا المستجاب العاشق للغة العربية، يكتب كأنما يحفر على الأرض الصلبة بتلك الحروف البليغة. بأسلوبه الساحر الجامع بين المتناقضات فيقنعك أنك فقط لجهلك - عفوا- تتوهم أنها متناقضات أو غير مجتمعات.

فيا هذا المستجاب الأعظم، منذ وقعت عينى على كتاباتك، من سنين عديدة، وأنا أعشق حرفك الذى ليس كمثله حرف،  قاصا كنت أو مبحرا في علوم اللغة.
فليرحمك الله، رب المستضعفين، وليمنن علينا بقراءة ما كتبت بعد جمعه من المكتبات العامة والخاصة ومن على الأرصفة.

March 15, 2011

الموجة الثانية



ليل أسودُ كالفحمٍ سوادُ
شموسٍ ميتةٍ فحمٌ في ليلٍ من فحمٍ في ليلِ شموسٍ أتبعُها
ومجراتٌ تتبعُني في ذاكرةِ الأرضِ هنا البحرُ سيرفعني والموجةُ
تأتي من قلبِ العدمِ الأولِ في ليلِ حياة نبدؤها أبدا مثل رحيل
نحو ربيع في مرعى.
آه, أعرف أني إن اتبعْ هذا النجمَ الغامر بالضوء حياتي
أبلغْ حتما ركب دليلي الصاعدِ في رحلتِه نحو الأبدية
منتطراً إياي أخيراً في أبعدِ وادٍ في الصحراءِ العربية 


فاضل العزاوي

شخصيات مصرية فذة

..
شخصيلت مصرية فذة
جلال أمين
دار الشروق 2009
..


يقدم د. جلال أمين فى هذا الكتاب نماذج رائعة جدا من شخصيات مميزة فى عملها لا يسرد تفاصيل فقط إنما الأهم أنه يقول لماذا هم دون غيرهم قد حظوا بمثل هذه المكانة فى قلوب الكثيرين ما الذى يميزهم صراحة وغير موجود فى غيرهم

تحدث عن شخصيات غير معروفة على المستوى العام فقدمها بشكل رائع جدا

- بعض الفصول قصيرة جدا كالفصل المتعلق بنجيب محفوظ أو صلاح جاهين بما لا يتناسب مع الفصول الأخرى

ربما كان هذا الكتاب هو الصورة التى أبحث عنها الآن: تقديم نماذج بشرية وتحليلها تحليلا منطقيا

تلابيب الكتابة

..
تلابيب الكتابة
صافي ناز كاظم
الهيئة المصرية العامة للكتاب 2000
..


الكتاب لا يحكمه نوع محدد فهو فقط "فن كتابة" بتعبير الكانبة في تقديم الكتاب

في الجزء الأول من الكتاب تحكي عن ذكرياتها البعيدة - ذكريات الطفولة - في الإسكندرية والعباسية بكل ما تحمل من براءة أدهشتنى بتفاصيلها الصغيرة البريئة وتحليلاتها الطفولية لما كانت تراه وتسمعه وتعيشه
تتقدم بها الذكريات حتى مرحلة الجامعة والقاهرة الهادئة الجميلة في هذا الوقت قبل أن تدهسها أياد تظن فى نفسها التطور والتقدم

تكتب عن اكتئابها ورغبتها في عدم ضياعه منها وأن تحتويه وتفعل به شيئا مثمرا. وقد فعلت فأخرجت نصوصا غاية في الجمال ورقة اللغة يدهشنى أن يخرجها الإكتئاب

ربما كانت بعض القصص القصيرة في الكتاب هي أضعف ما فيه

احتوي الكتاب أيضا على بعض التحليلات النقدية لبعض الأعمال كتحليلها الرائع المتميز لمسرحية شكسبير الخالدة "هاملت" وغيرها من الأعمال الفنية المسرحية ومعارض اللوحات التشكيلية والتجريدية ومناقشاتها الرائعة حول ماهية الفن التجريدى ومسرح العبث

March 13, 2011

النبطي

..
النبطي
يوسف زيدان
دار الشروق 2010
..
ربما قصد يوسف زيدان أن يدخل لحياة الأنباط في الرواية بعين غريبة عنهم فكانت هي مارية الفتاة المصرية البسيطة التى لا تملك رأيًا في زواجها بأحدهم فتترك حياتها الأولي تماما لتبدأ حيوة أخري كأنها تولد من جديد وبينهما حيوة فاصلة هي الرحلة والسفر ما بين الحيوة الأولي والثالثة
وهذا ما ذكره في الرواية من الحكمة النبطية الخالدة: دوران الحيوات


أراد أن ينطق المرأة في زمن لم تنطق فيه ولم يعرف لها فيه صوتا
أنطق المرأة في زمن لم يصل لنا منه غير صوت الرجل، وإن استحوذ على هذا النطقِ الوصفُ إلي حدٍّ كبير لكل ما حولها في الحيوة الثانية والثالثة
زاد الوصف فاحتل مساحة كبيرة في الرواية وإن قرّب الصورة بشكل كبير فأخذ القارئ بهذا الوصف وهذه التفاصيل الكثيرة ليعايش تلك الفترة عن قرب


لا أستطيع فهم هذا الجهل الفادح من جانب مارية لما يحدث لها مع الرجل الغريب وهي طفلة، فإن تجاوزنا ذلك بكونها طفلة مازالت فكيف لم تفهم ذلك حتى بعد أن كبرت وصارت امرأة متزوجة فتحكي ذلك لليلي وهي لا تدرك معناه، بمقارنتها بدميانة صديقتها التى نشأت في نفس البيئة والمجتمع فكانت أنضج منها عقلا بفارق كبير


الشخصيات كثرت في الحيوة الثالثة بشكل كبير بما يتوافق مع غريب يري المكان جديدا عليه، ولكن قل بذلك إعطاء بعض الشخصيات حقها كاملا كأم البنين وليلي وعميرو بعد أن صار رجلا وزوجا


النبطي، وهو أهم من في الرواية، ظهر مستترا في علاقته بمارية وفي موقفه تجاه ما حدث لأهله الأنباط وفي الدين الإسلامي الذى كان في أول انتشاره بين العرب
فكأن هذا جزءٌ ناقصٌ في الرواية ظللت منتظرا في قراءتها زيادة مساحته ولو قليلا، لكن ربما يشفع لذلك كون الرواية بعين فتاة بسيطة لا تستطيع أن تدرك من ذلك شيئا ذا أهمية
فقط أرادت التقرّب من النبطي أرادت ولم تفعل شيئا، كما قالت:
ما لي دومًا مستسلمةً لما يأتيني من خارجي، فيستلبُني .. أَحَجَرٌ أنا، حتى لا يحرِّكني الهوى، وتقودني أُمنيتي الوحيدة ؟




أهم ما في الرواية هو حياة الأنباط ودورهم الكبير في وجود العرب في مصر قبل وبعد الفتح العربي الذي لم يكن - برؤية الرواية - غير خطوة متأخرة لتاريخ قديم للعرب في مصر


وجود الشخصيات التاريخية في الرواية كعمرو بن العاص وحاطب بن أبي بلتعة وغيرهم لم أراه مقحما على الرواية كما رأى بعض القرّاء، بل رأيته ضروريا لتقريب الصورة الحقيقية لدور الأنباط في هذا العصر بما لا يفوق الحقيقة بل هو أبسط ما يمكن أن يثبت تاريخيا عنهم




اللغة فخمة رصينة بما يتوافق مع دكتور يوسف زيدان كعالم كبير في اللغة العربية وأصولها وبما يتوافق مع الرواية وزمن أحداثها

عظماء في طفولتهم

..
عظماء في طفولتهم
محمد المنسي قنديل
دار المعارف 1991
..
ـ "الطفل أبو الرجل
ويعنى هذا أنه في داخل كل طفل منا توجد ملامح الرجل الذي سيكونه في المستقبل "

الكتاب يضم قصصا عن عظماء في التاريخ وكيف أثّرت طفولتهم في تكوينهم وأثْرت شخصياتهم
الملامح في الطفولة واضحة جدا لاستشراف مستقبل غير اعتيادى وعلامة ستترك في التاريخ

الأسلوب بسيط جدا، ربما عن قصد حتى يصل إلي من هم في مرحلة بناء المستقبل

ــــــ
قراءة ممتعة من نسخة ورقية لكتاب نادر
;)

لماذا لا يثور المصريون ؟

..
لماذا لا يثور المصريون ؟
علاء الأسواني
دار الشروق 2010
..


امتدت قراءته لأنتهي منها بعد أن أصبح اسمه أبعد ما يكون عن الواقع
فثار المصريون ضد الطغيان والظلم والاستبداد ثورة تاريخية عظيمة طالبين حريتهم وكرامتهم واضعين حدا للنظام القديم
وسيكتب التاريخ عنها كثيرا بعد أن كانت المقالات تُكتب استنكارا لتأخرها طويلا


ــ

المقالات مكرّرٌ معظم ما جاء فيها
يغفر لذلك كونها مقالات متفرقة ثم جمعها الناشر في الكتاب

رأيت رام الله



..
رأيت رام الله
مريد البرغوثي
دار الهلال 1997
..
قطعة من الغربة
ثلاثون عاما من الغربة. غربة الوطن، غربة الأهل، غربة المعارف والأقارب والأصدقاء، وغربة تفاصيل الحياة الأولي، طفلا يتفتح إدراكه ويرسم عالما سيرتكه ويرحل، غربة البيوت والاستقرار الطبيعي
كل شيء مؤقت، لاشيء دائم يُشعر بالاستقرار. بين الفنادق والمنازل المستأجرة والأثاث والملاعق واللوحات على الحائط المملوكة والمختارة بواسطة الآخرين. غربة الكتب التى ما إن تتجمع في مكتبة حتى تتفرق بين الأصدقاء قبل الرحيل الذى أصبح سمة الحياة
غربة في الأسرة الصغيرة، غربة مع طفله صغيرا يناديه (عمو) !!ـ
غربة حتى مع الأهل يبحثون عن مكانا لدفنهم في بلاد غير بلادهم
غربة عندما عاد إلي مسقط رأسه ولم يعرف ما هذا ومن هذا، كأنه سائح غريب وليس في بلده

غربة تأججت نارا عندما عاد إلي رام الله بعد ثلاثين عاما من الغربة مندهشا من عمره الذى تعدى الخمسين وقد عاش طويلا وعاش قليلا

**

عن الغربة يكتب مريد البرغوثي شعرا صافيا، رواية شعرية نادرة، لا تنقل الحالة إلي القارئ وإنما تنقل القارئ نفسه إليها



__________

هدية لا توافيها أى كلمة شكر يا تسنيم  :)