November 22, 2010

تفاصيل الشجن في وقائع الزمن

..

تفاصيل الشجن في وقائع الزمن
محمد المنسي قنديل
دار الهلال 2001
..
المنسي قنديل عبقري كتابة التاريخ
رواية أو مقال
يمزج التاريخ بالكتابة الإبداعية فيخرجها فى صورة بديعة لا أريد لها أن تنتهي


من تفاصيل التاريخ المليء بالشجن يدفعنى المنسي قنديل لمعايشة هذه الوقائع الزمانية
بعد كل فصل كنت أبحث عن المزيد عن تفاصيل هذه المواقف


ـ" كان زمنا مليئا باليأس ولكنه لم يكن يخلو من الأمل .. كان هناك رجال حالمون وكانت هناك انتفاضات ذبيحة. وكانت هناك رغبة تواقة للتغيير. وما زلنا في انتظار زمن عربي جديد. مخاض جديد .. وولادة جديدة"ـ




لم يروي الكتاب عطشي لقراءة التاريخ بل زادها كثيرا

November 14, 2010

بقية حياة




إذا قيل لي: ستموتُ هنا في المساء
فماذا ستفعل في ما تبقَّى من الوقتِ؟
ـ أنظرُ في ساعة اليد/
أشربُ كأسَ عصيرٍ،
وأَقضم تُفَّاحَةً،
وأطيلُ التأمُّلَ في نَمْلَةٍ وَجَدَتْ رزقها،
ثم أنظر في ساعة اليدِ/
ما زال ثمَّة وقتٌ لأحلق ذقني
وأَغطس في الماء/ أهجس:
"لا بُدَّ من زينة للكتابة/
فليكن الثوبُ أزرق"/
أجْلِسُ حتى الظهيرة حيّاً إلى مكتبي
لا أرى أَثر اللون في الكلمات،
بياضٌ، بياضٌ، بياضٌ...
أُعِدُّ غدائي الأخير
أَصبُّ النبيذ بكأسين: لي
ولمن سوف يأتي بلا موعد،
ثم آخذ قَيْلُولَةً بين حُلْمَينْ/
لكنّ صوت شخيري سيوقظني...
ثم أَنظر في ساعة اليد:
ما زال ثمّةَ وَقْتٌ لأقرأ/
أقرأ فصلاً لدانتي ونصْفَ مُعَلَّقَةٍ
وأرى كيف تذهب مني حياتي
إلى الآخرين، ولا أتساءل عَمَّنْ
سيملأ نقصانها
ـ هكذا ؟
ـ هكذا ، هكذا
ـ ثم ماذا ؟
ـ أمشّط شَعْري، وأرمي القصيدة...
هذي القصيدة في سلة المهملات
وألبس أحدث قمصان إيطاليا،
وأُشَيّع نفسي بحاشيةٍ من كمنجات إسبانيا
ثم أمشي إلى المقبرةْ !



محمود درويش