October 15, 2010

ماذا حدث للمصريين ؟


..
ماذا حدث للمصريين ؟
جلال أمين
دار الشروق 2006
..

بتحليلاته البسيطة العميقة المقنعة يبحث جلال أمين فى كل ما لحق المجتمع المصري من تغير فى خمسين عاما (1945-1995) ويرد كل تلك التغيرات إلي ظاهرة الحراك الاجتماعي، زادت فاعليتها أو قلت فى كل ما طرأ من تغير لكنها موجودة فيها. وتأتي من هنا أهميتها القصوي فهي العامل المشترك فى كل ماحدث وهي ما لم تلقي من الاهتمام ما ينبغي من الباحثين أو علماء الاجتماع أو ممن يبحثون عن حلول للوصول إلي حال أفضل لكل هذه النقائض التى حلت بالمجتمع. فالخطوة الأولي في إيجاد هذا الحل هي التشخيص السليم.

يخصص الفصل الأول للحديث عن ظاهرة الحراك الاجتماعي وهي سهولة وسرعة التنقل بين الطبقات الاجتماعية (الدنيا والمتوسطة والعليا) بدأت هذه الظاهرة مع أحداث يوليو 1952 وأخدت فى الزيادة والاستفحال وترتب عليها تغيرات كبيرة في المجتمع والشخصية المصرية فمن انتقل من طبقة إلي طبقة أعلي يصبح كل همه هو أن يثبت مركزه في الطبقة الجديدة والتنكر للماضي القريب وكل ما يذكره به بل ويضاف إلي ذلك تطلعه للمزيد من الترقي فى السلم الاجتماعي مهما كلفه هذا الترقي من غال ولو كانت كرامته الشخصية !! .وأيضا من أهم ما يشغله هو لفت نظر من حوله لوضعه الجديد فى الطبقة الاجتماعية فيصبح استهلاكه وشراءه للمنتجات لا بهدف ما تدر عليه من نفع بل بهدف لفلت الانتباه إلي قدرته المادية على هذا الشراء كالسيارة الخاصة كمثال دقيق على ذلك بتحولها من وسيلة سهلة للانتقال إلي دليل على المركز الاجتماعي الذى يحدده نوع السيارة وما بها من كماليات
وفي المقابل هناك من يهبطون على هذا السلم الاجتماعي فيكون كل همهم هو التمسك بما بقي من الماضي والتنكر للحاضر والخوف من المستقبل المظلم فيبذلون كل غال للبعد عنه والظهور فى المجتمع بصورة أفضل

فصول الكتاب المتتالية عن هذه المتغيرات : الطبقة الوسطي، التعصب الدينى، التفسير اللاعقلاني للدين، التغريب، خدم المنازل، الوظيفة الحكومية، مركز المرأة، اللغة العربية، الهجرة، السيارة الخاصة، أفراح الأنجال، التصييف، الانقسام الطبقي، الموسيقي والغناء، السينما، الاقتصاديون المصريون، حضارة السوق

October 14, 2010

الأقباط والإسلام


..
الأقباط والإسلام
محمد سليم العوا
دار الشروق 1987
..

حوار في جريدة الشعب عام 1987 بين بعض الكتاب المسلمين والأقباط. يضم الكتاب بعض هذه المقالات للدكتور محمد سليم العوا وآخرين ليوضح كيفية تغيير نظرة كل من المسلمين والأقباط لبعضهم البعض وذلك بعد تكرار حوادث الفتنة فى المجتمع. تلك التى لم تكن تحدث منذ نصف قرن أو على الأقل لم تكن تحدث بمثل هذه الضجة وهذا الصدى الواسع فى المجتمع وجذب الأطراف لجدال ومناقشات لا بحثا عن مخرج آمن ولكن لإلقاء التهم وتوسيع الفجرة التى ستهبط بالمجتمع كله إلي فتنة كبري تستنفذ قراه وتخرب مستقبله.

فى سبيل البحث عن هذه المخرج من تلك الفتنة الكبري وشيكة الحدوث فتحت جريدة الشعب صفحاتها لهذا الحوار بين الكتّاب العقلاء الذين يريدون الخير والسلام لهذا الوطن.

يوضح الدكتور العوا في مقالاته فى هذا الكتاب نظرة الإسلام لغير المسلمين في المجتمع الإسلامي معتمدا في ذلك على ما روي عن الرسول صلي الله عليه وسلم وما كان يوجه به أصحابه في هذا الصدد لتكون المساواة والرجمة المنشودة صادرة لا عن قوانين جوفاء وإنما عن العقيدة والدين والإيمان الذى لا يكتمل إلا بها.

وتعليقا عن نقطة فى غاية الأهمية -وهي إزاحة العقيدة الدينية جانبا فى العلاقات المدنية- يقول المستشار طارق البشري :"إن الاجتهاد في تقرير المساواة له جدواه في ضمانها، عندما تصير المساواة التزاما مستمدا من العقيدة، وليست مجرد مبدأ تقرر بنفي العقيدة" ـ

اللاهوت العربي .. وأصول العنف الدينى



..
اللاهوت العربي .. وأصول العنف الديني
يوسف زيدان
دار الشروق 2009
..

بالبحث فى أصول الأديان وصفاءها الأول قبل التغيرات التى تطرأ عليها بفعل المتدينين يوضح د. يوسف زيدان نقاط التلاقي بين الديانات الإبراهيمية الثلاث: اليهودية، المسيحية والإسلام ، التى يراها في الأصل ديانة واحدة بثلاثة تجليات.


ومن نقاط التلاقي والامتداد بينها - وهو موضوع الكتاب - هو اللاهوت العربي وامتداد البحث فى علم اللاهوت من اليهودية إلي الإسلام مرورا بالمسيحية. فقد بدا ذلك العلم فى اليهودية بالبحث في صفات الله التوراتية وقربها أو بعدها من الصفات البشرية ثم امتداده فى المسيحية إلي حوارات وجدالات بل وسجالات كبيرة بين الكنائس الكبيرة في الثيولوجيا (طبيعة الإله) والتطرق ثم التحول إلي الكريستولوجيا (طبيعة المسيح) وما صاحب هذه الجدالات من اختلافات عقائدية كبيرة اقترنت كثيرا بالسياسة إلي حد صعوبة التفريق فى بعض الأحيان بين المآل الدينى والسياسي وراء بعض هذه الآراء الدينية المتعلقة بالعقيدة القويمة كما يراها كل طرف. وامتد هذا العلم في الإسلام بما يعرف بعلم الكلام بين دارسي الفلسفة أو علم أصول الدين بين الأزهريين.
ومن أهم ما يميز هذه المحاور الثلاثة معا أنها كلها انبثقت في بدياتها من نفس المنطقة الجغرافية منطقة الهلال الخصيب (العراق والشام) بما يؤكد وجود جذور ثقافية عربية في كل منها ما يؤدى بدوره إلي ارتباطها ببعض لتكوين خط واحد هو ما أسماه الدكتور يوسف زيدان باللاهوت العربي.


الكتاب يدفع على البحث والتفكير والتأمل أكثر ما يورد إجابات جاهزة على أسئلة معتادة وذلك كما أورد المؤلف فى المقدمة.