July 18, 2011

الزيني بركات

..
الزيني بركات
جمال الغيطاني
دار الشروق 2005
..

دولة المماليك التي امتدت أكثر من 250 عاما حفرت في الثقافة المصرية والتاريخ المصري ما لا يزال حيا إلي الآن بعد 500 عاما من انتهائها


***


فتنةٌ في مصر تُدعي بركات بن موسى الملقَّب بالزيني عند توليه حسبة القاهرة والوجه البحري ثم سائر الديار المصرية ثم بعض المهام السلطانية الأخري.
صعد نجمه سريعا مرتبطا بالعدل والشرف بعد أن خلف علي بن أبي الجود ونكّل به واستخرج كل ما اكتنزه من مال لخزانة السلطنة.


زكريا بن راضي، نائب المحتسب والمسئول الأول عن نظام البصاصين في السلطنة. أقام شبكة من البصاصين تنقل كل ما يحدث أو يقال بين الناس وتسجله في أرشيف يضم كل ساكني مصر وتاريخم الشخصي. فماذا فعل بهذه الشبكة الجاسوسية العملاقة أمام الزحف العثماني ؟
تفرغ لإثارة الفتن والوقيعة بين أمراء المماليك تاركا البلاد تغرق، بل مغرقا إياها في دوامات الفتن
ثم طور الزيني بركات نظام البصاصين آملا أن ترتفع مكانة البصاص بين العامة بصفته يعمل من أجل إقامة العدل !!


أي عدل ؟!!
كم من الجرائم ترتكب باسم العدل !!


باسم العدل يتجسس على الناس ويعد عليهم أنفاسهم وينتهك حرمتهم
باسم العدل يُذبح الأبرياء كإجراء بسيط (!) فقط لإثارة الخوف في نفس الآخرين وإجبارهم على الالتزام بقوانين ظالمة يقرها ويلغيها على هواه.
باسم العدل تُنشر الفتن والشائعات ليرتفع نجم أحد الأمراء ويخسف نجم آخر.




في آخر أيام دولة المماليك في مصر تتهاوي الدولة أمام الزحف العثماني وتتلون الحرباء لحماية نفسها.