September 14, 2011

غرفة ترى النيل

..
غرفة ترى النيل
عزت القمحاوي
مكتبة الأسرة 2010
..


المرض واليأس
في غرفة هادئة تطل على ضجيج الخارج يقع الصديقان في هوة المرض واليأس والاستسلام للنهاية بهدوء
يتسائل عيسى عن الفرق بين الحياة والموت !. في الأولي أنت موجودا وفي الثانية غير موجود فلماذا النواح على حدث تافه كهذا ؟ . المؤلم بحق هو المرض وتاه عيسى بين طرق المرض المتشابكة فاستسلم تماما، فقط آملا احتضارا مريحا غير مؤلم
ينعى الصديقان معا في حوار صامت سني الشباب التي خرجا منها بلا علامة على هذه الدنيا تذكر بوجودهم، تخبر أنهما كانا هنا يوما ما فلا الروايات التي يكتبها رفعت ستبقى كثيرا في ذاكرة الأدب، ولا هو تزوج ليترك بعضا منه في هذه الدنيا ولا هو نجح في محاولاته الأولى في الرسم في إيجاد أسلوبا خاصا به. كذلك عيسى لم يؤمن بالكتابة هدفا للبقاء، أفنى عمره محررا في جريدة يعيد صياغة الأخبار التافهة، وزوجا فاشلا مرتبطا بـ "روز" زوجته لخمسة وثلاثين عاما غريبين في بيت واحد بلا أولاد

في غرفة ترى النيل في مستشفى فخم راقب رفعت صديقه عيسى وهو يحتضر ليودعه وحيدا، ثم يتركه لينتظر حظا سعيدا بأن يصافح نهايته في شارع أو في مكان عام، أو لا يأتي ذلك الحظ السعيد فتتفسخ جثته قبل أن يحطّموا أبواب بيته ليجمعوا ما تبقى من عظامه والكمامات على أنوفهم

No comments:

Post a Comment