April 11, 2011

شخصيات تاريخية


..
شخصيات تاريخية
طارق البشري
دار الهلال 1996
..
أربع دراسات يجمعهم الكتاب عن أربع شخصيات تاريخية: سعد زغلول، مصطفي النحاس، عبد الرحمن الرافعي، وأحمد حسين. كُتبت الدراسات في مناسبات مختلفة ثم جُمعت في الكتاب.

الأولي: سعد زغلول
كُتبت بمناسبة مرور 50 عاما على ثورة 1919. تتميز الدراسة بتعرضها لشخصية سعد زغلول بشكل موضوعي فلم ترفعه لما هو فوق الواقع ولم تنفي عنه دوره الكبير في تاريخ مصر في واحدة من أهم ثوراتها ثورة 1919. فيناقش الكاتب ظروف نشأته وتكوينه الفكري ثم نضاله الوطني أمام الملك والإنجليز عارضا بعض المواقف بتفصيل يوضح فكر سعد زغلول وطريقة تعامله في الأمور السياسية. يتميز أيضا هذه الفصل من الكتاب بضمه تعليقا ليوسف أبو سيف على هذه الدراسة وأخذه بعض النقاط الواردة فيها بالنقد والتحليل ثم ردا لطارق البشري على هذا التعليق.

الثانية: مصطفي النحاس
كُتبت تعليقا على مذكرات مصطفي النحاس التى اعدها محمد كامل البنا السكرتير الشخصي للنحاس. تبدأ الدراسة بعرض لنشأة مصطفي النحاس ومراحل تكونه الفكري وتعرض الدور التاريخي الكبير لثورة 1919 في تحويل مسار التاريخ المصري تماما بعدها عن قبلها سياسيا وما يترتب عليه بالطبع من تغيرات في مختلف المجالات في الدولة. فأفردت الدراسة جزءً كبيرا لتوضيح الظروف التاريخية لنشأة الوفد وتكونه وتكوين القاعدة الشعبية الكبيرة. توضح الدراسة أهمية هذه المذكرات خاصة في الفترة التاريخية بين 1926 إلي عام 1942 حيث تتناول هذه الفترة بصورة يوميات يمليها النحاس على البنا. فتوضح التفاصيل الدقيقة لبعض الأحداث التاريخية كانشقاقات الوفد الحادثة في فترة زعامة النحاس له المتمثلة في انشقاق النقراشي وأحمد ماهر وتكوينهما حزب السعديين ثم انشقاق مكرم عبيد وتكوينه حزب الكتلة الوفدية. وكذلك حادث 4 فبراير 1942 بما سبقه من أحداث بين القوي الثلاث المحركة للسياسة المصرية: الملك، الإنجليز، والوفد. يركز البشري على اهتمام فكر النحاس دائما بمسألتين هما الديمقراطية والاستقلال، ونضاله الوطنى في كل منهما أمام الملك والإنجليز وارتباط المسالتين ببعضهما واستحالة تحقيق أحدهما دون الأخري.
دراسة النحاس هي أطول فصول الكتاب من حيث عدد الصفحات فتكاد تشغل نصف الكتاب. كتبها طارق البشري تعليقا على تلك المذكرات فأوجب على قارئها قراءة تلك المذكرات أو على الأقل في حالة عدم توافرها الإلمام بالأحداث التاريخية العامة في تلك الفترة الممتدة من وفاة زغلول حتى حركة الضباط الأحرار في 1952.

الثالثة: عبد الرحمن الرافعي
كتبت في مناسبة مرور خمس سنوات على وفاة الرافعي. تعرضت الدراسة لحياة الرافعي السياسية في الحزب الوطنى ووفاءه الدائم لمبادئ الحزب التى أرساها مصطفي كامل ومحمد فريد من بعده. والفترة التى وقف فيها الرافعي معارضا لسياسة الوفد خاصة في مفاوضاته مع الإنجليز، رافضا المفاوضات رفضا كاملا طريقا للاستقلال. ويعلق البشري على هذه سياسة الرافعي بالمثالية الفاقدة للواقعية مقارنا لها بسياسة الوفد الأقرب للواقع والأجدر على تحقيق الكثير من المكاسب السياسية الحقيقية.
ثم تتعرض الدراسة لأهم ما أنجز الرافعي في حياته وهو سلسلة تاريخ مصر القومي(*) في 15 جزء مفصلا فيها التاريخ المصري من أواخر القرن الثامن عشر إلي عام 1952 في واحدة من أهم سلاسل التاريخ المصري وضعت كاتبها في مصاف أهم المؤرخين المصريين في العصر الحديث.

الرابعة: أحمد حسين
كُتبت إبان وفاته. هي أقصر الدراسات الأربع في عدد الصفحات. تعرض فيها للدور السياسي الذى أداره أحمد حسين رئيسا لحزب مصر الفتاة من بداية تكوينه في حركة الشباب عام 1930 إلي حريق القاهرة وإتهام أحمد حسين فيه ثم حل الأحزاب السياسية في 1952.
وأذكر هنا الاختلاف الكبير بين ما كتبه البشري وما كتبع محمود السعدني في كتاب"مصر من تاني" عن أحمد حسين. فجاء ما كتبه البشري محايدا تاريخيا يؤخذ به في مجال الدراسات التاريخية الجادة، وجاء ما كتبه السعدني مشوبا بالآراء الشخصية التى تغير من الصورة الموجهة للقارئ فيما يتصف به دائما السعدني في كتاباته.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* نشرت هذه السلسلة عن دار المعارف وعن الهيئة العامة للكتاب ومازالت متوافرة في دار المعارف.

No comments:

Post a Comment