..
نحو تيار أساسي للأمة
طارق البشري
دار الشروق 2011
..
الكتاب يناقش فكرة التيار الأساسي الفكري والسياسي للأمة التي من خلاله وفي إطاره تختلف الإتجاهات وتتباين وتتبادل المواقع والمناصب والقوة التأثيرية في الرأي العام. يتحدث عن مفهوم هذا التيار وعوامل تكوينه ومعوقات وجوده.
من خلال هذا يناقش العديد من النقاط الهامة التي لها صلة مباشرة في هذا التكوين من أهمها نقطتان :
الأولى: التنظميات المجتمعية.
في عملية بناء التيار السياسي الفكري الأساسي للأمة يركز البشري على نقطة مهمة جدا يذكرها في تحليلاته السياسية كثيرا، وهي التنظيمات المجتمعية ودورها في تشكيل الإتجاه السياسي والثقافي والفكري في المجتمع وكيف تم إفراغها من دورها بداية من القرن التاسع عشر إلى هذه الأيام. ليست فقط النقابات المهنية والعمالية هي ما يُقصد بهذه التنظميات المجتمعية ولكن أيضا بالجمعيات التعاونية التي علا شأنها كثيرا في العشرينيات من القرن العشرين ثم أخذت في التراجع ولم يرتبط أعضاؤها بها بما يحافظ على وجودها عبر التغيرات الكثيرة الطارئة.
الثانية: ضرورة التناغم بين الإصلاح الفكري والإصلاح المؤسسي.
وذلك بما يضمن لكل منهما مرتكزا على الآخر؛ فيضمن للإصلاح الفكري مؤسسات يمارس من خلالها هذا الدور، ويضمن للإصلاح المؤسسي قاعدة فكرية تحافظ على دوره وتحميه من العصف الفكري الذي يفقده هويته. وأعطى لذلك مثالا هاما، وهو الإصحلاحات المؤسسية التي قام بها السلطان محمود الثاني في اسطنبول ومحمد علي في مصر في القرن التاسع عشر. كانت هذه الإصلاحات بعيدة عن الإصلاحات الفكرية فلم تصمد طويلا أمام هجمات التغريب التي قامت بها الدول الغربية واصطبغت سريعا بهذه الصبغة الأوربية بما فرغها من هويتها وعزلها عن ثقافة المجتمع، فأنشا محمد على المدارس في الثلاثينيات ولكنها لم تلبث إلى أن تحولت لمؤسسات غربية في الثمانينيات تحت حكم الخديو توفيق.
No comments:
Post a Comment