August 21, 2013

ثلاث حكايات عن الغضب

..
ثلاث حكايات عن الغضب
محمد المنسي قنديل
دار الشروق 2013
..
المنسي قنديل الذي صار يوما من كبار كتاب الرواية العربية وأهمهم في المشهد الأدبي المعاصر تراجع انتاجه بصورة ملفتة الفترة الأخيرة .. هذه المجموعة تضم ثلاث قصص تتسم جميعها بالسطحية والمباشرة في الأسلوب والضعف الأدبي الذي يصيب القارئ بالملل، ذلك كان موازيا لتراجع كتاباته في المجلات الثقافية الشهرية كمجلة العربي الكويتية التي قضى فيها الفترة الأطول امتدادا في انتاجه الثقافي، أو في مجلة الدوحة في إصدارها الثاني الحالي بمقالات ضعيفة لدرجة تستبعد متابعة ما يكتب في الأعداد القادمة. 
القصة الأولى في هذه المجموعة يأخذ فيها المنسي قنديل مفارقة تاريخية لينسج بها نواة قصته كتيمة تتكرر كثيرا في أعماله، فيحكي هنا عن اكتشاف مطبعة سرية تعود لأحداث ثورة 1919 كانت تستخدمفي طباعة المنشورات السياسية المناهضة للاحتلال الأجنبي والمؤيدة لموقف الوفد المصري .. تم اكتشاف هذه المطبعة في قصة المنسي قنديل في سرداب داخلي بمقهى ريش الشهير بالقاهرة في ملابسات محاولة هروب شاب من رجال أجهزة الأمن السياسي داخل المقهى، ثم قدم المنسي مراده بحوار بين الشاب وعامل المقهى الذي ساعده في الهرب بدا حوارا سطحيا مباشرا لدرجة الملل. ولا تخلو هذه المفارقة التاريخية من جانب من الحقيقية؛ فقد تم اكتشاف مطبعة كتلك بالفعل في مقهى ريش لكن في ظروف مغايرة، فقد كان ذلك عام 1992 أثناء ترميم بناء المقهى بعد ما أصابه من الزلزال الشهير الذي ضرب القاهرة هذا العام.
القصتان الثانية والثالثة يحكي فيهما عن ثورة 25 يناير بمباشرة سطحية مملة كذلك تدفع لتخطى الكليشيهات في الوصف والحوار. فيحاول في الثانية رسم مشهد لقاء بين والد أحد شهداء الثورة الذي فجع باستشهاد ولده بينما كان هو بعيد جدا عن أي اهتمام سياسي وبين قائد عسكري يرمز له كرأس النظام القديم. وفي القصة الثالثة يرسم بنفس الأسلوب أجواء الاعتصام بميدان التحرير بعين طفل مشرد يأويه المعتصمون ويقدمون له المساعدات لإعانته وإعادة تأهيله للمشاركة في "المجتمع الجديد"، ومحاولة ضابط الأمن القضاء على المعتصمين باستغلال وإرهاب هذا الطفل المشرد.

No comments:

Post a Comment