..
حديث الصباح والمساء
نجيب محفوظ
الطبعة الأولى 1987
..
الرواية
قبل الأخيرة لمحفوظ كتبها بعد ما قارب نصف قرن كامل في كتابة الرواية (عبث الأقدار
1939 – قشتمر 1988، التي سبقتها حديث الصباح والمساء 1987). خلق فيها الحياة نفسها.
ابتعد قليلا عن التركيز على المكان كأحد أهم عناصر البناء الروائي بالاقتراب أكثر
إلى تفاصيل نسج حياة كاملة. أجيال متعاقبة؛ خمسة أجيال ومشارفة السادس تمتد على
قرنين من الزمان، من نهايات القرن الثامن عشر حتى أواسط ثمانينيات القرن العشرين.
من دخول نابليون مصر إلى ما بعد مقتل السادات مرورا بامتلاك محمد علي ولاية مصر
وحكم أبناءه والثورة العرابية وثورة 19 وتجربة الوفد وانقلاب 23 يوليو العسكري والتجربة
الناصرية وهزيمة 1967 ثم موت عبد الناصر وحرب 1973 ثم عصر الانتفاح الاقتصادي. رغم
كثرتها لم يمر محفوظ على تلك الأحداث العظام مرور الموجز، فقد أخذ منها بمقدار ما
أخذت الحياة نفسها منها باختلاف درجات تأثيرها على سير الحياة الذي لا يتوقف كثيرا عند
شيء. اقترب من أثرها على الشخصيات وانفعالاتهم أو مشاركاتهم فيها باختلاف توجهاتهم
الشخصية والسياسية التي تجمعهم وتفرقهم.
البناء
الروائي بإفراد فصل لكل شخصية يركز على فكرة نسج الحياة بالشخصيات والأجيال
المتعاقبة وأن وحدة هذا النسيج هي الشخصيات نفسها وليست الأحداث التي تمر عليهم.
ثم ترتيب هذه الشخصيات ترتيبا أبجديا يؤكد –مرة أخرى- على مساواتهم في نصيب كل منهم في نسيج هذه
الحياة فلا هو بالأقدم فالأحدث جيلا ولا بالأكثر حظوة في الحياة.
***
سأله
جمال الغيطاني في أحد مجالسه عن الرواية الأقرب إليه في رواياته، أهي الحرافيش أم
حديث الصباح والمساء؟، فأجاب بأنها الحرافيش. وأضاف بأن الإنسان يتأثر أحيانا بآراء الآخرين فكانت الحرافيش
أقرب إليه، لكنه يرى أن حديث الصباح والمساء أكثر أهمية.
No comments:
Post a Comment