June 12, 2010

أبناء رفاعة .. الثقافة والحرية


..


أبناء رفاعة .. الثقافة والحرية
بهاء طاهر
دار الشروق 2009
..

الجزء الأول من الكتاب يناقش النهضة الثقافية التى قامت في مصر على يد رفاعة الطهطاوي وأبناءه أمثال جمال الدين الأفغاني عبد الله النديم ومحمد عبده وقاسم أمين وطه حسين، وما ترتب على هذه النهضة الثقافية من تغيرات في الحياة السياسية والحياة العامة في مصر.
الفضل يرجع إليهم في نشر الثقافة والتعليم والمدارس وافتتاح أول جامعة مصرية بدات بمدرسة الحقوق المصرية.

من أهم وأطول فصول الكتاب "نحن والغرب في أدب طه حسين" يحلل فيه كتاب "مستقبل الثقافة في مصر" الذى وضح فيه العميد طه حسين رأيه في كيفية النهوض بالمستوي الثقافي العام في مصر لما له من أهمية تعود على كل المجالات فتنهض بها وتبنى مجتمعا مستقلا داخليا وخارجيا قادرا على الحياة التى يستحقها.

"ومن أجل ذلك لابد أن تحدث ثورة، ليس أقل من ثورة تقتلع طبائع الاستبداد من حياتنا ومن فكرنا. ولن تتحقق هذه الثورة إلا إذا ما شاعت ثقافة الحرية ثم تمكنت من النفوس بحيث يتكون على أرضنا (الانسان - الفرد - الحر) في إطار المجتمع المستقل الذى يقوده على طريق التقدم علماء ومفكرون يهيء لهم المجتمع كل السبل لحرية البحث والتعبير، ويضع تحت تصرفهم كل الامكانات المادية التى تتيح لهم أن ينهضوا بعبء تلك الرسالة"
من كتاب مستقبل الثقافة في مصر - طه حسين*

وكان طه حسين قد بدأ بالفعل فى تطبيق لآراءه وأفكاره على أرض الواقع عندما تولي وزارة المعارف عام 1950 ولكنه لم يستطع تقديم مشروعه الكبير كما أراد فقد ترك الوزارة بعد أحداث 1952 التى بدأت معها العلاقة بين الثقافة والشعب تنحدر إلي وصولنا لهذا الحال من انعزال المثقفين عن الحياة العامة واهتمامهم بقضايا بعيدة عن القضايا الأساسية وما هو أهم ما يتمثل في إنكار المجتمع للمثقفين وأهميتهم ودورهم في النهوض به من المستنقعات الفكرية أو الجمود والتحجر الفكري.

يورد الكاتب أسباب ومراحل هذا الانحدار في فصل "الاستغناء عن الثقافة"

..

الجزء الثاني من الكتاب "العبرات" تحليل نقدى لبعض الأعمال والمشاريع الأدبية

*يوسف إدريس في محاولته للنهوض بالثقافة العامة بقصصه ومسرحياته التى ناقش فيها أسباب انحدار المستوي الثقافي. ثم بمقالاته التى اهتم بها على حساب قصصه بحثا عن اقصر الطرق لوصول الكلمة للناس.

*يحيي حقي ذلك الأب الحاني الذي يظهر أخطاء وعيوب المجتمع بلغته السلسة البسيطة المتفردة في قصصه او مقالاته.

*نقد لمسرحية شهرزاد لتوفيق الحكيم بين نجاحها قراءة وعمده تمثيلا حيث لم تلاقي نجاحا يليق بها على المسرح لدخولها منطقة المسرحيات الفكرية التى يعتمد بناءها على الأفكار وليس على المواقف.

*يحيي الطاهر عبد الله الذى اتحدت كلمته بحياته فكانا شيئا واحدا متطابقا يتوق للحب والتضامن بين البشر ويدعو لقمع الخوف الداخلي حتى لا ينتهي الحال بالموت النهائي للذات الإنسانية.ـ


No comments:

Post a Comment