
..
التنوير الزائف
د. جلال أمين
دار المعارف - سلسلة اقرأ 1999
..
ـ" كل من شعاري التنمية والتنوير بالمعنيين الرائجين لهما يخفي في ثناياه مسخ شخصية الأمة والتضحية بكل ما تتسم به عن غيرها، دون تمييز بين الصالح منه والطالح، وافقادها القدرة علي الابتكار الحقيقي والنهضة الحقيقية، باسم رفع متوسط الدخل مرة، وباسم الانتصار للعلم والعقلانية والحرية مرة أخري. "ـ
تلخص تلك الكلمات ما يريد أن يقوله د. جلال أمين في هذا الكتاب. فهو يري أن التنوير ليس مطلقا في كل مكان أو زمان فلكل منهما -الزمان والمكان- ما يميزه ويحكمه بتقبل ما يراه يتوافق مع ثقافته العامة أو لا يتوافق. وإنما يكون تنويرا بحق بقدر التزامه بشخصية الأمة وعدم ابتعاده عنها بما ينفيها ويحولها إلي مسخ.
.....
يعرض في الجزؤ الأكبر من الكتاب بعض محاور هذا التنوير الزائف كنظرية أو فكرة عامة ثم في الجزء الثاني نماذج له.
نموذجان هما ما عرضهما الأول كتاب في الشعر الجاهلي لطه حسين الذى أصدر ضجة منذ ظهوره (1926) لم تختفي آثارها حتى الآن. يقارن بين أفكار طه حسين في الكتاب وبين كتاب "النقد التحليلي لكتاب في الأدب الجاهلي" لمحمد الغمراوي. حيث يمثل في تلك المقارنة فكر طه حسين في هذا الكتاب التوير الزائف ويمثل رأي محمد الغمراوي التنوير الحقيقي الملتزم بثقافة الأمة وشخصيتها.
النموذج الثاني هو يوسف شاهين في فيلمه المصير وإن امتد الحديث لينسحب قليلا على أفلام يوسف شاهين كلها وعلى فكره وتطبيقه لهذا الفكر في أفلام تخدم النظرة الخارجية له أكثر مما تخدم بلده وثقافتها.
ـ